حسن خليل غريب
لا تزال الملابسات تحيط بمعظم الثورات التي تلف شوارع عدد من الدول العربية، كما لا تزال مواقف شتى التيارات الحزبية والقوى والشخصيات متنافرة إلى حدود التراشق بالاتهامات المتبادلة حتى بين صفوف الحزب الواحد. وكنا قد كتبنا مقالاً تحت عنوان (كي لا نكرر تجربة السفسطة بين المثقفين العرب) لعلَّه يشكِّل محاولة للتقريب بين وجهات النظر المتباينة داخل الصف الواحد، وعلى الرغم من محاولات الكثيرين من الكُتَّاب الصادقين بمحاولاتهم من أجل ذلك، إلاَّ أن المواقف لا تزال تتلاطم وتتضارب إلى الحدود التي توفِّر على الإعلام المناوئ الكثير من الجهد، لأن أصحابه يحتلون بيزنطية بينما أهلها لا يزالوا غارقين في فنون السفسطة غافلين عن العدو الذي يهدم أسوار مدينتهم سوراً يتبعه سور. وأصبح يصح فينا القول: الحمد لله لقد كفى التناقض بين أبناء القضية الواحدة كل الأوساط الدولية والإقليمية حرباً. وهي قد بدأت الآن تقطف النتائج وأصبحت تعوم على آبار البترول الليبية، ويتسابقون على الحصول على التزامات إعادة إعمار ما دمَّرته صواريخ الأطلسي.