20 يوليو 2011




ضحية أجندة الدول الخمس (1-2)

كتبها خلف العبدلي ، في 9 يوليو 2011
هناك من ينفي أي دور للغرب فيما يحدث في الساحة العربية، وهناك من يؤكد وقبل ان نستعرض بعض النقاط حول حقيقة الموقف الغربي دعونا نبدأ من خبر يقول ان السفير الأمريكي ظهر في حماة ثاني اكبر المدن السورية وكأن ظهوره جاء فجأة، ودون سابق ترتيب (ترصد) مع المعارضة.
لقد أثار ظهوره هناك حنق سوريا فاتهمته بأنه يحرك المطالبين بسقوط النظام فيها. ولها أن تقول ذلك طالما أنه خرج من العاصمة دمشق دون أن تعلم وتوجّه إلى حماه وهذا ليس من مهام عمله الدبلوماسية. وإنما هو عمل استخباري محض. لكن واشنطن أرادت أن توصل رسالة إلى دمشق تعلن فيها دعمها العلني للمظاهرات. وأشار الخبر نفسه إلى أن السفير الفرنسي كان برفقة الأمريكي. وهنا نسأل كيف غادر السفراء مناطقهم الآمنة ودخلوا مناطق مضطربة، ولماذا؟ هذه الأسئلة للتفكير فقط.
 خبر آخر سابق يتحدث عن دور السفير الأمريكي المتواصل في صنعا الذي يلتقي الأطراف جميعا من المعارضة ومن الحكومة ومن القبائل ولا احد يمكنه أن يعلم عن أهداف ذلك الدور سوى الإدارة الأمريكية وعدد قليل من الناس. ثم نعود قليلا بالذاكرة فننظر إلى الدور الأمريكي الذي كان بارزا في أحداث مصر وكانت تصريحات المسئولين الأمريكيين متواترة في الأيام الأخيرة لسقوط نظام مبارك وتطالبه بالرحيل ( فورا) و(حالا) الخ. وهي تصريحات متعاقبة من اوباما ووزيرة الخارجية والمتحدث باسم البيت الأبيض.
ومن يخالف هذا الرأي ويقول أن الثورات الشبابية كتبت ورسمت بأيدي الشباب وأنهم هم من يصوغ مستقبلهم فقط وان الدول الغربية تسعى فقط لبناء مصالحها وفق الحالة الجديدة للعالم العربي عليه أن يستمر في القراءة مشكوراً.
كان المحللون حتى وقت قريب يقولون أن الشعوب العربية تغلي وان المنطقة على صفيح ساخن ولا احد يعلم كيف سينفجر العرب ومتى.
كلام لا غبار عليه ولكن من أجبر الرئيس التونسي على مغادرة بلادة ولماذا رفضت فرنسا استقباله؟
واذا كان الشباب التونسي هو من اجبر السلطات في تونس على  طرد زين العابدين بن علي فلماذا لم يرحل رئيس وزراءه وعدد كبير من المسئولين التونسيين الذين شاركوا بن علي سلطته وحكمه طوال السنوات الماضية؟
لماذا كتب الرئيس المصري خطاب تنحيه بعد ساعات من خطاب له متلفز وهو يؤكد رغبته في البقاء حتى الانتخابات القادمة لضمان دستورية التغيير ثم أنه كتب الخطاب ولم يلقيه.ما الذي تغيّر؟ هل أجبر على التنحي؟ ومن أجبره؟
اذا كان الشباب المصري هو من يملك قوة التغيير في مصر فلماذا عاد الشباب الى ميدانهم اليوم وهم يطالبون بتحقيق مطالب ثورتهم.
واذا كان الشباب في اليمن يطالبون الرئيس اليمني بالرحيل وتسليم السلطة إلى نائبة فالواقع ان الرئيس اليمني غادر اليمن اليوم فلماذا لا يتحرك الشباب نحو بناء مستقبل بلادهم ماذا ينتظرون؟ ولماذا ثورة الجنوبيين السلمية لم تؤتي أكلها ومرت بسلام أمام أنظار العالم؟
واذا كان الشباب في سوريا قادرا على التحرك اليوم بهذه القوة فماذا ينتظر؟ ومن سيجبر الرئيس بشار الأسد على مغادرة سوريا؟
يستطيع الغرب أن يغض الطرف متى شاء عن الانتهاكات وعمليات القتل في أي بلد، ونحن نرى ذلك ماثلا دائما في إسرائيل. وكما رأيناه سابقا مع الحكام الذين سقطوا أمام شعوبهم طوال سنوات حكمهم. ممارسات الحكام لم تتغير بل إنها في السابق كانت أسوأ. والذي تغيّر هو موقف الدول الغربية والشرقية اليوم من ممارسات حكام الأمس.. بدأت الدول الخمس تمارس دورا جديدا قلب طاولات الحكم في عدد من الدول العربية وجعل جنرالات الثورة ضحايا لطموحات شباب اعزل ينشد الحرية والعدالة والمساواة. تلك الشعارات القديمة نفسها التي جاءت بجنرالات الحكم العربي قبل نصف قرن. هاهي تعود اليوم لتأتي بحكام جدد وأنظمة جديدة ودساتير تكتب على أنغام الثورات الشبابية العربية. والسؤال الأخير لماذا غيرت الدول الخمس دائمة العضوية موقفها من الحكام الذين جاءت بهم قبل عقود؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


لا تجعل لمن يداري شهرته بالمال، أو يجعله الأساس فيها سلطانا على مال للدولة، ولا لمن يداريها بالإظهار سلطانا على أجهزة دعاية و إعلام ولمن يداريها بالفتوحات، بغض النظر عن وصفها، ومقدار الحق والباطل ففيها سلطانا على جيش، ولا تول حقير الوزن والتأثير والموقف على الناس.. ولا لمن يغدر في الظلام، أو لا يخشى الله، سلطانا على أجهزة الأمن القومي.. وول على كل عنوان، وأي عنوان، القوي الصادق الأمين.