29 يوليو 2011

الشباب ومشروعنا نحو نهضة عربية جديد


الشباب ومشروعنا نحو نهضة عربية جديد

تبعاً لـما تعانيه الشريحة الأكـبر في مُجتمعـنا الوطني  ( الشباب ) مـن تهميش ثقافي وفكري أدى إلى إفراز حالة من اللاوعي لدى الشباب والطـلاب اتجاه قضايا الوطن وأمتهم العـربية وهذا نتاج عـن سـياسة العولمة التي طـغت وبـِشكلٍ كبير على المجتمع الأردني ليغـدو مجتمع استهلاكي غير منتج وغير قادر على تحديد أهدافه المرتبطة بذات الأمة والوطـن

ونظـراً لتفاقـم المُشكـلات المُجتمعـية عامة والشبابية خاصة من مظاهـر العنف المجتمعي والانحلال الأخلاقـي الذي يظهر جلياً داخل المُجتمع الجامعي , فـأن الحاجة أضحت مُـلحة لصياغة معـادلة وطنية جديدة تَمس كينونة الشاب الأردني لمعالجة تلك الظواهر التي لا تمت بصلة للإرث العربي للمجتمع الأردني الفتي .
قد تحتاج المسألة لوقفة نقدية جادة لِصُلب القضية الوطنية التي تعنى بالشاب الأردني وما ألت أليه من تطورات عكسية نحو إنشاء فرد معزول تماماً عن المجتمع والأمة بما تحمله من خواص وإرث عريق ,   وهنا يتوجب بداية تحديد المشكلة بشكل أعمق وأعم بكافة جوانبها لِيـُسهل بعد ذلك تحليلها تحليلاً علميا ً على قاعدة ربط الفرد بالمحيط الاجتماعي وربط المحيط بالحالة الوطنية الأوسع ومن تم ربط الحالة الوطنية بحاضنتها القومية الأشمل كمنظور واقعي مستمد من الأصل بالأمور للوطن العربي الذي يتكون منه الأردن كحالة دراسية لشريحة الطلاب والشباب .
وانطلاقا من هنا... أي ما بعد تحليل واقع الشباب بجوانبه كافة يعني تقديم أدلـة على أرض الواقع ومُقارنِتها بالرديف الذي ينبغـي أن يصبح بَديلاً عن الواقع الحالي , وهذا يتطلب تـقـديم حلول منطقية مُجدية سَعياً  لِحَلِها جذرياً بأسالـيب مـرحلية .
إن ما يعانيه الشاب الأردني بالتحديد هو غياب الـوعي الثقافي لما يعانيه من إشكاليات تحول ما بينه وما بين واقـعه الاجتماعي باختلاف الطبقات التي قد ينتمي إليها هو و أقرانه , وهذا ما دفـعه بالابتعاد بداية عن هـموم وطـنه وأبعده أكثر عن قضاياه القومية التي يجب أن يدرك أن ما أصاب الأردن من فـقر وقلة الموارد هي نتاج طبيعي عن تفكـك الوطن الأم إلى أقطار ربما متقاربة جغرافياً لكن تفصلها اتفاقيات دُسُت لها عن طريق قوى الاستعمار التي أرادت به الهلاك والتفرقة ليسهل زرع الكيان المحتل في وسط جسد هذه الأمة .

فهناك عدة عوامل حالت ما بين الفهم الصحي للحالة العربية كخصوصية مختلفة, ومن بينها غياب الوعي   (القومي) لدى الشاب العربي بالعموم والأردني على وجه التحديد , وهذا ما يتطلب البدء في مشروع نهضوي قومي على قاعدة فكرية ثابتة تنمي الشعور الوطني ليغدو أعمّ وأشمل نحو الارتباط بالوطن    العربي لأن الأردن جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير .
إن البدء في مشروع قومي نهضوي هو حاجة مُلحة للنهوض بقطاع الشباب , فشتى المدارس التي تعنى بالتغيـر تنص على أن التغير يبدأ من قـاع الهرم وصولاً للقمة , وقاعدة الهـرم تفـهم ضمنياً أنها تلك  الشريحة التي يتوجب عليها أن تكون الرافعة الأولى للوطن والأمة...
فكيف يتم بناء هذه القاعدة على أسس فكرية؟
وما السبل الأنسب للوصول لهذه الفئة المستهدفة؟
وما مدى تقبل الشاب الأردني لأطروحات قومية , بعدما تم إشباعه بأمراض اجتماعية شتى ,       كالعشائرية الضيقة , والقطرية والأنانية الذاتية وأتباع الشهوات , والانزلاق خلف أمور لا تصب بمصلحة المجتمع العليا ؟!
نعم , حاجتـنا لمشروع نهضوي عـربي هو المَخْـلَص الوحــيد لِما تم عرضهُ سابقاً من إشكاليات عــالقة في صُلب البُنية الاجتماعية العربية وَجـزُئيات المجتمع من ( طُلاب وشباب ونقابات وعمال و و والخ ) , وهذا ما يتطلب دراسةً جـادة تحليلية لـلواقع للخروج من تِلكَ الأزمة التي تُمزق عالمنا العَربي .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


لا تجعل لمن يداري شهرته بالمال، أو يجعله الأساس فيها سلطانا على مال للدولة، ولا لمن يداريها بالإظهار سلطانا على أجهزة دعاية و إعلام ولمن يداريها بالفتوحات، بغض النظر عن وصفها، ومقدار الحق والباطل ففيها سلطانا على جيش، ولا تول حقير الوزن والتأثير والموقف على الناس.. ولا لمن يغدر في الظلام، أو لا يخشى الله، سلطانا على أجهزة الأمن القومي.. وول على كل عنوان، وأي عنوان، القوي الصادق الأمين.