منشورات مكتبة الطليعة
يبتسم الرئيس العراقي الشهيد "صدام حسين" وهو ينظر إلى"حسني مبارك" في القفص، يبتسم وهو يتمتم: ماذا جنيت يا حسني، من تآمرك على العراق؟ ماذا كسبت من حشد قواتك المصرية العربية إلى جانب القوات الأمريكية لضرب العراق؟ ماذا كسبت أنت شخصياً، وكل من تآمر معك على ضرب الجيش العربي العراقي؟ لمصلحة من عملتم؟ وبماذا وعدوك أعداء العرب كي تعادي العراق؟ ألم يخطر في بالك هذا اليوم، يوم لا يغني عنك مالك وما كسبت من نفوذ حرام؟ أين كل ما جمعت من مالٍ يا حسني، بل أين أصدقاؤك يا حسني؟
يبستم الرئيس العراقي "صدام حسين" وهو يرى الرعب والفزع يظهر على وجوه كل حكام العرب، كلهم يبكى ألان وهو يشاهد زميله المتهم بالتآمر على مستقبل مصر والأمة العربية، جميعهم انكفأ ألان على نفسه خوفاً، وهو يراقب "حسني مبارك" ذليلاً في قفص الاتهام، ويسترجع من الذاكرة صورة "صدام حسين" ويتخيلونه يقول ل "حسني مبارك":
أنا وقفت في قفص الاتهام الظالم مثل الأسد، لم أتمارض، لم أضعف، لم أنم على السرير أمام فضائيات العالم، وقفت أمام أعدائي شامخاً، كي أرسم صورة للعربي الشهم، حتى وأنا أصعد إلى المشنقة، لقد ابتسمت، بينما أنت انكسرت ذليلاً، وارتميت لا تقوى على الوقوف، فكيف ستواجه المشنقة؟
أنا "صدام" الذي حاكمني أعدائي لأنني رفضت أن أكون خادماً مطيعاً لإسرائيل، ورفضت أن أسلم مقدرات العراق لهم، ولكنك أنت تحاكم من الشعب المصري العظيم، لأنك خنته، وبعت مقدراته وغازه لإسرائيل.
أنا الذي بكى عليّ العراقيون والعرب والمسلمون، بعد أن مثلت نموذجاً للإنسان العربي المسلم الذي يلاقي الموت صادقاً، وأنت يحتقرك كل مصري وعربي ومسلم، لأنك تمثل نموذجاً للإنسان الرخيص الذي باع وطنه بثمن بخسٍ.
أنا الذي سبقني أولادي الاثنين إلى الشهادة، في معارك عنيفة مع العدو الأمريكي الإسرائيلي، وأنت الذي يقف أولادك عن يمينك وعن شمالك متهمين مثلك.
أنا الذي قال يا عرب، يا مسلمون، بينما أنت الذي قال: يا أمريكا، يا إسرائيل!
أنا الذي فرح لموتي اليهود، ورقصوا وغنوا في إسرائيل، واعتبروا محاكمتي نصراً لهم، وأنت الذي بكاك الإسرائيليون، واعتبر اليهود يوم محاكمتك يوما حزيناً لإسرائيل.
أنا الذي شكلت بصعودي إلى المشنقة نموذجاً مشرفاً لكل شاب عربي، بينما أنت الذي يشكل بموته نموذجاً مهيناً لكل حاكم عربي.
ورغم كل ما سبق، ورغم الهوة السحيقة بين موقف الرئيس العراقي "صدام حسين" وبين تصرف "حسني مبارك" إلا أن القاسم المشترك بين الاثنين أنهما خرجا من الحكم عراه، بلا مالٍ، وبلا ولدٍ، وكلاهما ترك من خلفه سيرة حياة تناقض سياسياً سيرة الآخر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق