4 فبراير 2013

من وحي الثورة الثوار لا ينزلون في نفس النهر مرتين




هرقليطس فيلسوف يوناني، قبل سقراط، وضع مبدأ يقول: "لا تستطيع أن تنزل في نفس النهر مرتين"، وأضاف إليه فلوطرخس، التفسير الآتي: "لأن مياهاً جديدة تتدفق فيه"، وفي تراثنا الإسلامي أن "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
ويبدو أن أغبياء العملية السياسية الاحتلالية لم يقرأوا هذا ولم يعرفوه، فالمالكي يتحرك الآن لإجهاض الثورة عبر تشكيل مجالس إسناد، محتذياً بخطوة سيده المحتل بتشكيل "قوات الصحوة"، تحت ذريعة نزع فتيل الأزمة.
العراقيون استوعبوا الدرس جيداً وعرفوا أن قوات الصحوة كان هدفها الوقوف في وجه المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة التي دوخت المحتل الأمريكي وحلفائه، وأن مجالس الإسناد هدفها الوقوف في وجه المقاومة الوطنية السلمية الباسلة وإجهاضها.
ونقل ثوار في الأنبار أن المالكي باشر، فعلاً، بمعاونة شيوخ عشائر عملاء زاروه زاعمين أنهم يمثلون الثوار، بفتح مراكز تطوع في الحبانية.
وعرض هؤلاء الشيوخ مطالب شخصية على المالكي فأحالهم إلى المستعرق هادي العامري بصفته وزير النقل في حكومته، فوعدهم بتوفير 2000 درجة وظيفية لهم مقابل العمل على إجهاض الثورة في مناطقهم.
وما لم يدركه هؤلاء الوكلاء المحليون للمحتل أن هذه الثورة ليست ثورة سنة ولا شيعة، كما أنها ليست ثورة علماء دين ولا شيوخ عشائر، وهي ليست ثورة البعثيين، فالبعثيون يشاركون فيها بصفتهم مواطنين وليس بصفتهم الحزبية، كما عبر عن ذلك الدكتور أبو محمد الناطق الرسمي للحزب، وهي ليست ثورة القاعدة، كما يكررون، لأنها ضد القاعدة التي هي من صنع سيدتهم إيران أصلاً، وإنما هذه ثورة عراقية لن تهدأ إلا بتحقيق أهدافها كاملة لأنها تعرف أن الدواء المسكن للألم إما أن يقود إلى الموت أو إلى المرض العضال.
هؤلاء الثوار لا يسمعون إلا نداء الوطن.. نداء العراق العظيم.. وهم لن يسمعوا تخاريفكم ولن تنطلي عليهم أكاذيبكم فهم ماضون بقوة الله ومشيئته وإرادته إلى هدفهم النبيل وهو تحرير العراق تحريراً ناجزاً وعميقاً من افرازات المحتل بعد أن طردوا المحتل نفسه بكامل ماكنته العسكرية وإمكانياته التكنولوجية الهائلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


لا تجعل لمن يداري شهرته بالمال، أو يجعله الأساس فيها سلطانا على مال للدولة، ولا لمن يداريها بالإظهار سلطانا على أجهزة دعاية و إعلام ولمن يداريها بالفتوحات، بغض النظر عن وصفها، ومقدار الحق والباطل ففيها سلطانا على جيش، ولا تول حقير الوزن والتأثير والموقف على الناس.. ولا لمن يغدر في الظلام، أو لا يخشى الله، سلطانا على أجهزة الأمن القومي.. وول على كل عنوان، وأي عنوان، القوي الصادق الأمين.